يعد الانزلاق الغضروفي في الفقرات السفلية، المعروف أيضًا بالقرص المنفتق (Herniated disc) من المشكلات الطبية المؤلمة، والتي قد تحتاج إلى التدخل الجراحي إن لم تستجب للعلاجات الأخرى، أو عندما تزداد الأعراض سوءًا.
وأحيانًا قد يتسبب القرص المنزلق ضرر في الأعصاب التي تتحكم بوظائف الأمعاء أو المثانة، مما يدعو إلى إجراء عملية جراحية طارئة.
فلنتعرف على عملية الانزلاق الغضروفي في الفقرات السفلية في المقال الاتي:
عملية الانزلاق الغضروفي في الفقرات السفلية
توجد العديد من التقنيات التي يمكن استخدامها في إجراء عملية الانزلاق الغضروفي في الفقرات السفلية، فمنها طفيفة التوغل والتي يمكن إجرائها بواسطة المنظار، ومنها شديدة التوغل والتي تجرى بواسطة العمليات الجراحية المفتوحة.
بشكلٍ عام يعتمد نوع الجراحة التي سيخضع لها المريض على عدة عوامل، وتشمل شدة الألم، وموقع الانزلاق الغضروفي والأعراض الناجمة عن الانزلاق.
عادةً ما يسبب الانزلاق الغضروفي ضغطًا على الأعصاب والحبل الشوكي، محدثًا بذلك العديد من الأعراض المرهقة.
وبهذا يكون الهدف الأساسي من الجراحة هو تخفيف الضغط على العصب، وبالتالي تخفيف الألم والأعراض الأخرى.
تشمل الأساليب الجراحية المستخدمة في عملية الانزلاق الغضروفي في الفقرات السفلية ما يأتي:
1. استئصال القرص المنفتق (Discectomy)
تعد عملية استئصال القرص المنفتق من التقنيات الجراحية الأكثر استخدامًا لعلاج الانزلاق الغضروفي.
حيث يتضمن هذا الإجراء استئصال الجزء التالف من القرص المنفتق، وفي بعض الأحيان قد يتطلب الأمر إزالة القرص بأكمله، وفي هذه الحالة قد تحتاج إلى إجراء ثانٍ يسمى دمج الفقرات، أو زراعة أقراص صناعية.
كيف يتم الإجراء؟
يمكن إجراء عملية استئصال القرص المنفتق أما بواسطة الجراحة المفتوحة أو باستخدام المنظار.
تعد الجراحة باستخدام تقنية المنظار من الجراحات الأقل توغلًا، والتي تتميز بأنها الأسرع والأكثر أمانًا من الجراحات المفتوحة، إضافةً إلى أنها تتيح مدة أقصر للتعافي.
يقوم الجراح من خلال تقنية المنظار بإجراء الجراحة بأكملها عن طريق عمل شق صغير في الجلد يسمح بإدخال أنبوب رفيع، يتم من خلاله إدخال كاميرا دقيقة وأدوات جراحية خاصة تساعد على إزالة الجزء المنفتق من القرص.
2. استئصال الصفيحة الفقرية (Laminectomy)
الصفيحة الفقرية (Lamina) هي عظام رقيقة جدًا تتواجد في الجزء الخلفي من الفقرة، وظيفتها تغطية وحماية الحبل الشوكي.
قد يحتاج الجراح إلى إزالة جزءًا من هذه الصفيحة أو استئصال الصفيحة بأكملها، وذلك لتوفير مساحة كافية لإصلاح القرص المنفتق، أو يكون الهدف الأساسي هو تخفيف الضغط على الأعصاب والحبل الشوكي.
كيف يتم الإجراء؟
ويتضمن هذا الإجراء عمل شق صغير أسفل منتصف الظهر، يتم من خلاله استئصال الصفيحة الفقرية، ومن ثم استئصال القرص الغضروفي المتضرر.
يساعد هذا الإجراء على تخفيف الام الورك، والام الساق التي يسببها الانزلاق الغضروفي.
3. دمج الفقرات (Spinal fusion)
قد يحتاج الأشخاص الذين خضعوا إلى عملية إزالة القرص المنفتق في الفقرات القطنية، أو إزالة الصفيحة الفقرية أو جزءًا منها إلى عملية دمج الفقرات، وذلك لتثبيت العمود الفقري.
كيف يتم الإجراء؟
يتم هذا الإجراء عن طريق ربط فقرتين مع بعضهما باستخدام عظام إضافية أو مواد تساعد على تحفيز نمو عظام جديدة.
إضافةً إلى غرس بعض الأجزاء المعدنية الطبية، مثل: البراغي، والصفائح التي تساعد على دمج الفقرتين.
4. زراعة القرص الاصطناعي (Artificial disc)
تعد عملية زراعة القرص الاصطناعي بديلًا عن عملية دمج الفقرات، والتي يتم من خلالها استبدال القرص التالف بقرص اصطناعي.
ويمكن إجراء هذه العملية للأشخاص الذين خضعوا إلى عملية استئصال جزء من الصفيحة الفقرية.
تعليمات ما بعد العمل الجراحي
قد تعتمد مدة بقاء المريض في المستشفى على نوع الإجراء الجراحي، وبشكلٍ عام يمكن لغالبية المرضى العودة إلى منازلهم بعد مضي 24 ساعة من إتمام عملية الانزلاق الغضروفي، وخاصةً عندما يتم استخدام تقنيات المنظار.
قد يوصي الطبيب المعالج ببعض التعليمات التي يجب اتباعها لتسهيل عملية الشفاء بأسرع وقت، وتتضمن هذه التعليمات ما يأتي:
- يجب على المريض تجنب ممارسة بعض الأنشطة لمدة أربع أسابيع، مثل: الانحناء، والجلوس لفترات طويلة، ورفع الأوزان الثقيلة، والقيادة.
- تجنب الأعمال الشاقة.
- الالتزام بالعلاج الطبيعي الذي يقرره الطبيب.
- الالتزام ببعض التمارين الموصوفة للمريض من قبل الطبيب المعالج.
مضاعفات عملية الانزلاق الغضروفي في الفقرات السفلية
بالرغم من اختلاف التقنيات المستخدمة لإجراء عملية القرص المنفتق، إلا أنها تعد من العمليات الامنة نسبيًا، ومع ذلك قد تسبب هذه الجراحات بعضًا من المضاعفات الاتية:
- الإصابة بالعدوى.
- النزيف.
- إصابة العمود الفقري بضرر.
- تلف في الأوعية الدموية أو الأعصاب.
- تسرب السائل النخاعي.
- تجمع الدم خارج الأوعية الدموية، والذي يسبب انضغاط العصب.
- تمزق الجافية، وهو الكيس الذي يغطي الأعصاب.
- فتق القرص المتكرر.
- تكرار الأعراض، أو تفاقمها عند بعض المرضى.