النباتات الطبية مثل القراص، الطحالب وغيرها والتي تحتوي على الحديد وفيتامين C بشكل طبيعي هي احدى الحلول التي يقدمها الطب الطبيعي من أجل علاج فقر الدم.
يتم علاج فقر الدم بواسطة الطب التقليدي عبر مكملات الحديد في حين أن العلاج الطبيعي يحمل حلولاً أخرى، إذ يتم علاج فقر الدم بشكل طبيعي عبر الإكثار من الأغذية الغنية بفيتامين C ونباتات طبية معينة! فلنتعرف عليها في هذا المقال.
ما هو فقر الدم؟
فقر الدم (الأنيميا أو نقص الدم) هي عبارة عن انخفاض في مستوى خضاب الدم وخلايا الدم الحمراء.
يتم انتاج خلايا الدم الحمراء الجديدة والتخلص من القديمة في الجسم بالية تدعى (Homeostasis) ويتم من خلالها الحفاظ على استقرار النظام والتوازن الداخلي.
لا يتوقف الجسم عن إنتاج خلايا الدم الحمراء ( RBC ) باستمرار بموازاة الموت المستمر لخلايا الدم “القديمة” التي عمرها 120 يوماً.
فمتى يحدث فقر الدم؟ عندما يختل توازن هذه العملية.
أنواع فقر الدم
هناك العديد من الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى فقر الدم:
- الحالات التي ينخفض فيها إنتاج خلايا الدم الحمراء أو الهيموغلوبين أو يتضرر لسبب ما.
- الحالات التي تزداد فيها وتيرة تدمير خلايا الدم الحمراء عن المعتاد.
- الحالات التي يحصل فيها فقدان للدم.
- الحالات التي تزداد فيها حاجة الجسم للحديد مثل الحمل، الرضاعة، الأطفال الرضع، المراهقين، ويتم فيها إهمال اتباع نظام غذائي صحي يلبي هذه الحاجة.
أعراض فقر الدم
الأعراض التي يشعر بها المريض، سببها هو انخفاض إمدادات الدم والأكسجين إلى أعضاء الجسم.
إذ يؤدي هذا الانخفاض إلى الشعور بالأعراض التالية:
- التعب والضعف
- الشحوب
- الخفقان (خفقان القلب)
- ضيق في التنفس
- الصداع والدوخة
- صعوبة التركيز
- عدم الهدوء والعصبية
- الغثيان
- فقدان الشهية
- برودة أكف اليدين والقدمين
- انخفاض في وظائف جهاز المناعة.
أما بالنسبة للرياضيين، فإن أحد الأمور التي تظهر أولاً لديهم هي صعوبة تنفيذ أو استكمال التدريب وانخفاض عام في اللياقة البدنية.
عندما يكون هناك خلل في تدفق الدم، فان العديد من أعضاء الجسم قد يلحق بها الضرر. فعلى سبيل المثال، من الشائع حدوث تأخير في الدورة الشهرية أو انخفاض في شدة النزيف لدى النساء المصابات بنقص الحديد، والسبب في ذلك أن الجسم وبسبب نقص الحديد لا يستطيع أن يسمح لنفسه بفقدان الدم.
إن نهج الطب التقليدي في معظم الحالات يلائم علاج فقر الدم مع المسبب، لكن أحياناً قد يصف الأطباء علاجاً لفقر الدم، قبل الفحص ومحاولة إيجاد السبب.
علاج فقر الدم
ينقسم علاج فقر الدم إلى عدة أقسام، كالتالي:
1- علاج فقر الدم التقليدي
إن علاج فقر الدم الناجم عن نقص الحديد وفق الطب التقليدي هو إعطاء مكملات الحديد، تماماً كما يتم علاج نقص فيتامين بي 12 وحمض الفوليك بالمكملات، أو علاج نقص هرمون الإريثروبويتين بإعطاء هرمون بديل.
أما إذا كان هناك نزيف خارجي يتم العمل على إيقافه فوراً، وإذا كان النزيف داخلياً يجب العثور على المصدر وإيقافه بأسرع وقت ممكن.
في الحالات الوراثية والخطيرة مثل: فقر الدم المنجلي، الثلاسيميا ( مرض وراثي يؤدي لفقر الدم الحاد)، وأمراض المناعة الذاتية – يتم إعطاء المريض وجبات دم مباشرة.
وفي حالة فقر الدم اللاتنسجي (عندما لا ينتج نخاع العظم ما يكفي من خلايا الدم )، قد يشمل العلاج عملية زراعة نخاع العظام. في كثير من الحالات، يكون العلاج التقليدي حيوياً وضرورياً!
2-علاج فقر الدم الطبيعي
إن الغرض من علاج فقر الدم بالطرق الطبيعية هو السماح للجسم بالعمل على النحو الأمثل والمتوازن بالاعتماد على قواه الذاتية.
إن فقر الدم بسبب نقص الحديد هو مؤشر على وجود خلل، ولكن يجب التفكير في الأمر جيداً قبل التسرع واعطاء حبوب مكملات الحديد.
إذا كان مصدر نقص الحديد هو مرض معين ولم يكن هذا المرض وراثياً، فإن مكملات الحديد لن تحل المشكلة، إذ يجب علاج المرض نفسه بشكل متزامن مع اتباع نظام غذائي غني بالحديد والعمل على تحسين امتصاصه من قبل الجسم، وبعد فترة من الزمن يجب فحص وضع الحديد مرة أخرى.
ولهذا الغرض، يمكن استخدام المواد الغذائية المركزة أو النباتات الطبية التي تحتوي على كميات عالية من الحديد، وإذا لم يطرأ التغير المنشود، يفضل فحص ما إذا كانت هناك مشكلة أخرى خفية لم يتم تشخيصها بعد في هذه المرحلة.
إن النباتات الطبية مثل القراص، الطحالب، عشب القمح، البقدونس وغيرها والتي تحتوي أيضا على الحديد وفيتامين C بشكل طبيعي هي إحدى الحلول التي يقدمها العلاج الطبيعي. ونظراً لأن مستوى ما تحويه من حديد عالي، فإن طرق العلاج الطبيعي تقترح عليكم محاولة الحصول عليه من مصادره الطبيعية هذه.
في كثير من الحالات، فان الجسم يحصل على ما يكفي من الحديد من الغذاء ولكنه لا يستطيع امتصاصه بشكل صحيح. اخر شيء يجب القيام به في هذه الحالة هو اخذ مكملات الحديد.
إذا كان السبب في النقص الحاصل هو الغذاء، فإن أخذ المكملات الغذائية لن يغني عن ضرورة تبني عادات أكل صحيحة ونمط حياة صحي.
إن علاج فقر الدم بطرق طبيعية يأخذ عادة توجهاً يوجه لعلاج مصدر المشكلة (مثل: علاج التوتر وحالات الضائقة أو علاج وإعادة تأهيل الجهاز الهضمي، أمراض الأمعاء الالتهابية وغيرها)، لكي يستعيد الجسم القدرة على امتصاص الحديد من الغذاء.
على سبيل المثال، إن الإجهاد والتوتر هي من بين العوامل الأساسية التي تؤدي إلى نقص الفيتامينات والمعادن في الجسم، لذا وإذا كانت هناك حالة من التوتر فلا ينبغي تجاهلها ويجب علاجها وعلى الفور. أما إذا وصل النقص إلى مستوى عالي وتضرر مخزون الحديد، فمن الممكن إضافته إلى الجسم بطرق أخرى.
نصائح من مجال العلاج الطبيعي
إليك أهم النصائح التي ينصح باتباعها في هذه الحالة:
- يوصى بأخذ فيتامين C الذي يحسن كثيراً من امتصاص الحديد، ويوصى بزيادة استهلاك الأطعمة التي تحتوي على فيتامين C في وقت قريب من موعد الوجبات الغنية بالحديد أو شرب عصير الليمون أو البرتقال في وقت قريب من موعد الوجبة.
- يمكن من خلال المستحضرات الطبيعية تعليم الجسم من جديد كيفية امتصاص الحديد بشكل أفضل.
- لا ينصح باستهلاك الأطعمة والمشروبات التي قد تؤثر سلباً على امتصاص الحديد، مثل: القهوة، الشاي، التدخين والكحول. كما ويجب تجنب تناولها في وقت قريب من موعد الوجبة التي تحتوي على الكثير من الحديد.
فقر الدم والنظام الغذائي النباتي
دعونا للحظة نكسر الأسطورة القديمة: المصادر الأساسية التي نحصل من خلالها على الحديد، هي النباتات!
إن نسبة صغيرة جداً فقط من احتياجاتنا من الحديد نحصل عليها من مصادر الغذاء الحيوانية. وهذه المعطيات حقيقية وكافية لكي نفهم أن النباتيين، ليس فقط من المفترض ألا يعانوا من نقص الحديد، وإنما يجب أن يكونوا حتى بوضع أفضل بكثير من أكلة اللحوم.
تظهر الدراسات أن النباتيين الذين يحرصون على اتباع نظام غذائي صحي، غني بالفيتامينات والمعادن والحديد أيضاً، لا يعانون بأي شكل من الأشكال من نقص الحديد أكثر من غيرهم. بالطبع نحن لا نقصد هنا النباتيين الذين يأكلون البيتزا فقط، الحلوى، النقارش، الكعك والوجبات السريعة.
هناك نوعان من الحديد:
- الحديد من الحيوان الذي يسمى “Haem “: ويتم بالفعل امتصاصه بشكل أفضل في الجسم، ولكن نسبة استهلاكه صغيرة جداً وتكاد مساهمتها لا تذكر في الحديد الذي يحصل عليه الجسم من الوجبات الغذائية الكاملة.
- الحديد الموجود في النباتات والحيوانات معا والذي يسمى ” Non-haem”: إن معظم الحديد الذي يحصل عليه الجسم هو من هذا النوع، حتى لدى الذين يأكلون اللحوم. لذلك، فإن الأهمية التي تعطى للمستويات وقدرة امتصاصه مبالغ فيها.